الأحد، 3 مايو 2015

التكنولوجيا التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

 
 
                    التكنولوجيا التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

تمثل قضية تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم تحديًا حضاريًا للأمم والمجتمعات؛ لأنها قضية إنسانية بالدرجة الأولى، يمكن أن تعوق تقدم الأمم، باعتبار أن المعوقين يمثلون نسبة لا تقل عن 10% من مجموع السكان على المستوى المحلي والدولي، وتشكل هذه الأعداد الكبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة فاقدًا تعليميًا، يهدد الاقتصاد الوطني والعالمي، وطبقًا لبعض الإحصائيات المعلنة عبر الإنترنت فإن عدد المعاقين في العالم يبلغ 600 مليون شخص، أكثر من 80% منهم في الدول النامية.
ومهما اختلفت الإحصاءات وتضاربت الأرقام فالمشكلة الأكبر تتمثل في ضآلة عدد الذين يحصلون على الخدمات والرعاية منهم في الدول النامية، إذ إن الذين يحصلون على الخدمات المطلوبة في هذا المجال يمثلون 1.9% فقط من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث إنها تحتاج إلى مؤسسات سواء أكانت حكومية أم غير حكومية، بالإضافة إلى أن تكاليفها باهظة للغاية، كما يتطلب الأمر تدريبًا وإقامة وموظفين، مما يقضي بضرورة التعاون والتكاتف الاجتماعي بين جميع الفئات في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، مع البحث عن جهات مانحة لمحاولة إدخال هذه الفئات وغالبيتهم من الفقراء ومحدودي الدخل في عملية التنمية بدلاً من أن يكونوا عالة عليها.
ضرورة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة
إن الاهتمام بتلك الفئة مطلب ديني لجميع الأديان، ومطلب سياسي عملاً بمبدأ تكافؤ الفرص والتعليم للجميع، ومطلب اقتصادي لأنهم فئة غير قليلة، والاهتمام بهم يساعد في دفع عجلة الاقتصاد وزيادة الدخل القومي، ومطلب اجتماعي لأنهم جزء من نسيج المجتمع، ينعكس صلاحهم على صلاح المجتمع ككل، ومطلب تربوي لأنهم أبناؤنا، ومن حقهم علينا أن نحسن تربيتهم وتعليمهم، إن هؤلاء يرغبون في التعليم ويتمنون الانخراط في المجتمع، يعيشون حياتهم ويمارسون أنشطتهم باحترام وتقدير، خاصة أنه إذا كان لديهم قصور في ناحية معينة، فإن لديهم قوة وطاقة في نواح أخرى، ربما أكثر من العاديين، ومن ثم يجب استثمارها وتوظيفها بالشكل الصحيح.
وإلى عهد قريب كان الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة مفقودًا على جميع الأصعدة والمستويات بصفة عامة وفي المجال التعليمي بصفة خاصة، فالمدارس والبيئات التعليمية غير مناسبة، ولا يتوافر فيها الوسائل والمصادر التعليمية المناسبة لهم، ولا الأجهزة والتجهيزات اللازمة، وبرامجهم التعليمية ومقرراتهم الدراسية غير مناسبة أيضًا، والمعلمون غير مدربين بدرجة كافية، وتكاد تخلو المدارس من أخصائي تكنولوجيا التعليم المؤهل للعمل معهم.
كان الحال سيئًا يزيدهم إحباطًا على إحباط، ولكن في الآونة الأخير بدا الاهتمام قويًا بتلك الفئات، وعلى كافة الأصعدة والمستويات أيضًا، ومن قبل الهيئات الحكومية وغير الحكومية، وعقدت الندوات والمؤتمرات سواء أكانت محلية أم دولية.
ويعد مدخل تكنولوجيا التعليم من المداخل المنطقية لتصميم التعليم ومعالجة مشكلاته، لأنه يصمم عناصر منظومة التعليم واضعًا في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة في عمليتي التعليم والتعلم، بما يهدف إلى تحقيق تعلم فعال، ومن ثم تتجلى أهمية اتباع هذا المدخل في تصميم التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة لضمان مراعاة خصائص التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة وحاجاتهم التعليمية ونوع الإعاقة وطبيعتها.
مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة
لقد تطورت المسميات التي أطلقت على هذه الفئة، حيث أطلق عليها أسماء عديدة، منها فئة: المقعدين، والمعاقين، والعجزة، وذوي العاهات، مثل: الأعمى، والأعرج، والكسيح، والأطرش، والأخرس، والمجنون، وأصحاب العاهات، والعاجزين، وكل هذه المسميات منطلقة من مبدأ العجز، أي تنظر إلى الفرد ذي الاحتياجات الخاصة من جوانب ضعفه وقصوره فقط وتهمل جوانب قوته، ثم ظهر مصطلح الفئات الخاصة أو ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو مصطلح أكثر قبولًا لما يحمل في طياته مراعاة للجوانب الإنسانية والنفسية، وينظر لهم من جميع الجوانب، ويستغل نقاط قوتهم للتغلب على نقاط ضعفهم.
والحاجة التعليمية في تكنولوجيا التعليم هي فجوة أو انحراف بين ما هو كائن (الوضع الراهن) وما ينبغي أن يكون (الوضع المرغوب)، وعلى ذلك يعرف ذوو الاحتياجات الخاصة بأنهم الأفراد الذين ينحرفون عن المتوسط في جانب أو أكثر من جوانب الشخصية سواء أكان جسديًا أم عقليًا أم نفسيًا أم اجتماعيًا يحول بينهم وبين تحقيق التوازن والسلوك العادي، مما يترتب عليه عدم القدرة على متابعة الترتيبات المدرسية أو الخدمات التعليمية، وهذا يتطلب تعليمهم من خلال برامج خاصة متضمنة وسائل تكنولوجية ملائمة لهذه القدرات، ويمكن تصنيف ذوي الاحتياجات الخاصة إلى عدة فئات كما يلي: الكفيفين وضعاف البصر، والصم وضعاف السمع، والإعاقات الجسدية والصحية، والتخلف العقلي، والموهوبين والعباقرة، والاضطراب النفسي، وصعوبات التعلم والتواصل، والاحتياجات المتعددة.
تكنولوجيا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة
تعرف تكنولوجيا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة بأنها «النظرية والتطبيق في تصميم وتطوير واستخدام وإدارة وتقويم البرامج الخاصة بالأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة لتيسير عملية التعليم والتعلم، والتعامل مع مصادر التعلم المتنوعة لإثراء خبراتهم وسماتهم وقدراتهم الشخصية».
وهناك عديد من المفاهيم والمصطلحات التي تشتق من مفهوم تكنولوجيا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن تلك المفاهيم مفهوم التقنيات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة، أو الوسائل التكنولوجية المعينة لذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تعرف بأنها «أي مادة أو قطعة أو نظام منتج، أو شيء معدل أو مصنوع وفقًا للطلب بهدف «زيادة الكفاءة العلمية أو الوظيفية لذوي الاحتياجات الخاصة».
ويكاد يجمع المتخصصون في هذا المجال على هذا التعريف الذي يشير إلى أن مسمى الوسائل التكنولوجية المعينة لذوي لاحتياجات الخاصة يشير إلى «أنها كل أداة أو وسيلة معقدة أم غير معقدة يستخدمها معلمو التربية الخاصة بهدف شرح وتسهيل المادة التعليمية للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة». ومن هذه الوسائل: أجهزة الكمبيوتر الشخصية والبرامج الخاصة، والوسائل المعززة للتواصل، والوسائل المعينة على التحكم في البيئة المحيطة، والآلات الحاسبة، وأجهزة التسجيل، والنظارات المكبرة، والكتب المسجلة على شرائط كاسيت، وغيرها من الوسائل المخصصة لهم.
وظائف تكنولوجيا التعليم وأهميتها لذوي الاحتياجات الخاصة
ازدادت أهمية استخدام الوسائل التعليمية في العقود الأخيرة، وأصبحت تلعب الدور الرئيس في عملية تدريس كل التلاميذ سواء أكانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة أم غيرهم من التلاميذ العاديين، حيث تساعد الوسائل التلاميذ على التغلب على كثير من العقبات التي تحول دون استقلالهم، كما أنها تيسر عملية تواصلهم الاجتماعي وترفع من مقدرتهم على استيعاب وتطبيق مهارات الحياة اليومية.
إن استخدام الوسائل التكنولوجية في حياة التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة لها عديد من الإيجابيات التي تعود عليهم سواء أكان ذلك من الناحية النفسية أم الأكاديمية أم الاجتماعية أم الاقتصادية. فقد أثبتت دراسات كثيرة أن استخدام بعض الوسائل التعليمية كالحاسب الآلي مثلاً له دور كبير في خفض التوتر. حيث تتوفر فيها كثير من البرامج المسلية والألعاب الجميلة التي تدخل البهجة والسرور في نفوس هؤلاء التلاميذ، وبالتالي تخفف كثيرًا من حدة التوتر والقلق النفسي لديهم، وبذلك يستخدم كثير من المعلمين هذه الوسيلة كمعزز إيجابي أو سلبي في تعديل سلوكهم.
كما أثبتت عديد من الدراسات سواء العربية منها والأجنبية فاعلية الوسائل التعليمية في علاج كثير من المشكلات السلوكية والنفسية للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنها ساهمت في خفض سلوك النشاط الزائد وتحسن بعض السلوكيات المصاحبة له كتشتت الانتباه والاندفاعية وفرط الحركة.
يتضح مما سبق أن لتكنولوجيا التعليم دورًا مهمًا في عمليتي تعليم وتعلم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ثم يجب أن يعرف معلم التربية الخاصة عند تعليمه للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الدور المهم والكبير للوسائل التعليمية بمختلف أشكالها وأنواعها.
ويمكن تلخيص أوجه الإفادة من تكنولوجيا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في النقاط التالية:
- تسهم في علاج مشكلة الفروق الفردية بين ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تعالج الفروق الفردية التي تظهر بوضوح بين أفراد الفئة الواحدة، فتقدم وسائل تكنولوجيا التعليم مثيرات متعددة للمتعلمين، وكلما استخدمت وسائل متعددة ومتنوعة أمكن مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف قدراتهم واستعداداتهم ونمط تعلمهم على التعلم بشكل أفضل.
- تسهم في تكوين اتجاهات مرغوب فيها: تساعد تكنولوجيا التعليم في تكوين اتجاهات موجبة لدى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل: (اتباع النظام والتعاون) مما يساعد الطفل على التكيف الاجتماعي.
- تكوين وبناء مفاهيم سليمة: يؤدي تنويع استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة إلى تكوين وبناء مفاهيم سليمة لديهم، فعندما يعرض المعلم مثلًا لصور ونماذج عن أنواع الطيور المختلفة مثلًا، يتكون لدى المتعلم مفهوم سليم عن الطيور.
- إكساب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المهارات الأكاديمية اللازمة لتكيفهم مع المجتمع المحيط بهم: يتطلب تعلم المهارة واكتسابها مشاهدة نموذج للأداء، وممارسة هذا الأداء، وكلا الأمرين يتطلب الاستعانة بوسائل تكنولوجيا التعليم.
- تعالج اللفظية والتجريد: تساعد تكنولوجيا التعليم ذوي الاحتياجات الخاصة على تجنب نطقهم وكتابتهم للألفاظ دون إدراك مدلولها، ومن ثم تقلل من القدرة على التفكير المجرد للفئات الخاصة من خلال توفير خبرات حسية مناسبة. مما يوسع مجال الخبرات لديهم.
- تقدم وسائل تكنولوجيا التعليم تغذية راجعة فورية ولاسيما برمجيات الكمبيوتر التي تمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من معرفة خطأ أو صواب استجابتهم بشكل فوري، وتعزيز استجاباتهم والذي يؤدي بدوره إلى تثبيت الاستجابات الصحيحة وتأكيد عملية التعلم.
- إمكانية تكرار الخبرات: من خلال إتاحة الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة لاستخدام البرمجيات المختلفة وجعل الاحتكاك بينهم وبين ما يتعلمونه احتكاكًا مباشر فعلاً، والتي تعد مطلبًا تربويًا تفرضه طبيعة الإعاقة.
- توفير مميزات خارجية تعوض التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة الضعف في مثيرات الانتباه لديهم.
- تجعل الخبرات التعليمية أكثر فاعلية، وأبقى أثرًا، وأقل احتمالًا للنسيان وتفيد في تبسيط المعلومات المقدمة.
- المساعدة في نمو جميع المهارات (العقلية والاجتماعية واللغوية والحسية والحركية) لدى طفل ذوي الاحتياجات الخاصة.
- تقليل الإعاقات أو إزالة أثرها، بما يساعد على تحسين فرص تعلمهم وزيادة فرص إبداعهم.
- المشاركة الفعالة بشكل كامل في الفصول التعليمية العامة، وإثراء المنهج، وزيادة الحافز أو الباعث، وتشجيع التعاون وزيادة الاستقلالية، وتدعيم التقدير الذاتي، والثقة بالنفس.
- تقليل الاعتماد على الآخرين، مع جعل هؤلاء الأطفال مندمجين مع مجتمعهم والتواصل معه من خلال المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وتنمية مهاراتهم الحياتية.
في ضوء ما سبق يجب أن يعلم المعلم أن الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة حياته محدودة جدًا، وقد لا يعرف كثيرًا من الأشياء التي يسلم بمعرفته لها. فتفاعله مع العالم أكثر محدودية من تفاعل الطفل الطبيعي، ومن ثم يجب توفير الخبرات التي يحتمل تعرضه للحرمان منها من خلال دور تكنولوجيا التعليم ووسائلها المختلفة.
دور تكنولوجيا التعليم في تقديم حلول لذوي الاحتياجات الخاصة
يتمثل دور التكنولوجيا الحديثة في تقديم الرؤى المستقبلية والخدمات والبرامج التعليمية الخاصة، والحلول الإبداعية المبتكرة لمشكلات التعليم، والتي تسهم في إعادة صياغة وتصميم المحتوى التعليمي المقدم لهم بشكل يساعدهم في الحصول على المعلومة بسهولة ويسر، وفي تقديم التطبيق والممارسة والتدريب والتجريب الفعلي من خلال الممارسات التربوية المتنوعة لتشكيل شخصيتهم وتنظيم تعلمهم واكتسابهم للمعارف والمهارات الاجتماعية للتواصل بفاعلية، وتقديم الخدمات التعليمية التي تسعى إلى تنشيط قدراتهم العقلية وتأهيلهم حتى لا يتعرضوا لمشكلات نفسية وتربوية، ولكي يندمجوا في المجتمع ويصبحوا أفرادًا منتجين لا عبئًا على أسرهم ومجتمعهم، ويتلخص دور تكنولوجيا التعليم في تقديم حلول لذوي الاحتياجات الخاصة في المحاور التالية:
- حلول مادية: متمثلة في توفير الأجهزة والمواد والوسائل والمصادر التعليمية والبرمجيات أو اقتنائها.
- حلول فكرية: تشتق من نظريات التعليم والتعلم وتحويلها إلى كفايات تعليمية لتوفير بيئة تعليمية مناسبة لهؤلاء الأفراد وإعداد الكوادر البشرية المدربة واللازمة للعمل في هذا المجال وفق معايير وأسس تربوية يمكن إكسابها من خلال برامج الإعداد.
- حلول تصميمية: تتمثل في مراعاة الأساليب التقنية عند تصميم وتطوير مصادر التعلم والبرامج والمواد التعليمية - المنتجة أو الجاهزة - التي تتناسب وطبيعة هذه الفئة من المتعلمين واحتياجاتهم.
متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة
من تكنولوجيا التعليم
إن متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة من تكنولوجيا التعليم مطالب عديدة تصنف في تسع فئات، وفيما يلي شرح مبسط لهذه المتطلبات:
- الدراسة والتحليل: حيث يجب قبل اتخاذ قرار بخصوص تكنولوجيا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة إجراء الدراسات التي تستهدف تحليل مشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة وتقدير احتياجاتهم التعليمية، وتحليل خصائص كل فئة، وتحليل البرامج والمقررات الدراسية الموجهة إليهم، وتحليل الموارد والمعوقات البيئية والتعليمية.
- التصميم والتطوير: ليس من العدل أن يفرض على ذوي الاحتياجات الخاصة استخدام مصادر تعلم جاهزة معدة للطلاب العاديين؛ لأن ذلك من شأنه أن يصعب عليهم التعلم ولا ييسره؛ ومن ثم فهم يحتاجون إلى تصميم وتطوير مصادر تعلم ومنظومات تعليمية مناسبة لهم، وتلبي احتياجاتهم وتحل مشكلات تعلمهم، وتنقل إليهم التعلم المطلوب بكفاءة وفاعلية، ويتطلب ذلك وضع مواصفات ومعايير علمية محددة ودقيقة لتصميم كل مصدر تعليمي لكل فئة منهم، وتصميم المصادر وتطويرها بطريقة منظومة سليمة، وإنشاء مركز تكنولوجي تعليمي مركزي متخصص في إنتاج المصادر والمنظومات التعليمية.
- تصميم وتوفير البيئات والأماكن التعليمية المناسبة: لابد من توفير أماكن وبيئات تعليمية مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتشمل هذه البيئات: المباني المدرسية، ومراكز مصادر التعلم، والمكتبات المدرسية الشاملة، والمكتبات العامة.
- الاقتناء والتزويد: يقصد به العمل على توفير مصادر التعلم المتعددة والمختلفة، وتحديثها وتزويدها بصفة مستمرة، ويتضمن هذا المطلب توفير كل من: المواد والوسائل والمصادر التعليمية، والأجهزة والتجهيزات المطلوبة لاستخدام تلك المصادر، ومن ثم توفير الكفاءات البشرية المؤهلة والمدربة على توظيف تلك المصادر.
- المتابعة والتقويم: يجب إنشاء إدارة متخصصة للمتابعة والتقويم من مهامها القيام بالوظائف التالية: متابعة وتقويم المصادر البشرية وغير البشرية، ومتابعة وتقويم توظيف المصادر واستخدامها من قبل المعلمين والمتعلمين، وتحديد احتياجات المدرسة أو المؤسسة التعليمية من المصادر البشرية وغير البشرية، ثم كتابة التقارير ورفعها إلى المسئولين لتوفيرها.
- التدريب: يعد التدريب مطلبًا ملحًا لنجاح أية برامج تطويرية، ويشمل التدريب تدريب الفئات التالية: معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة، وأخصائيي تكنولوجيا التعليم، وأولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة.
- الإعداد الأكاديمي لمعلمي ذوي الاحتياجات الخاصة وأخصائيي تكنولوجيا التعليم: يجب تطوير الإعداد الأكاديمي لمعلمي ذوي الاحتياجات الخاصة وأخصائيي تكنولوجيا التعليم لتلك الفئة بكليات التربية، فضلًا عن تدريس مقرر في تكنولوجيا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة لجميع الطلاب في كليات التربية.
- التوعية والإعلام: وهي مطلب أساسي لزيادة وعي المعلمين وأخصائيي تكنولوجيا التعليم وأولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة بتلك الفئة، ويتطلب ذلك ما يلي: إقامة المحاضرات والندوات والمؤتمرات وورش العمل، وإنشاء قناة تليفزيونية تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة، وتصميم مواقع على شبكة الإنترنت.
- النشر والتوظيف والتبني: ينبغي ألا تقف تكنولوجيا التعليم عند حد تصميم منتوجات ومستحدثات تكنولوجية وتطويرها لذوي الاحتياجات الخاصة، بل ينبغي أن تسعى لنشرها وتوظيفها وتبنيها من قبل مدارس ومؤسسات تعليم وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة.
نماذج تطبيقية لإدخال تكنولوجيا التعليم في تربية ذوي الاحتياجات الخاصة:
تختلف النماذج التطبيقية لإدخال تكنولوجيا التعليم في تربية ذوي الاحتياجات الخاصة باختلاف نوع كل إعاقة، وخاصة الإعاقة البصرية والإعاقة العقلية والإعاقة السمعية والإعاقة الحركية. وفيما يلي بعض النماذج المناسبة لكل نوع من الإعاقات على النحو التالي:
بالنسبة للإعاقة البصرية: يتطلب إدخال تكنولوجيا التعليم لذوي الإعاقة البصرية ما يلي:
- إعداد خطة لإنتاج بعض البرمجيات لتلبية احتياجات المكفوفين.
- زيادة الاهتمام بتوفير احتياجات المعاقين بصريا من المعامل وأجهزة الاستماع والقراءة والكتابة وغيرها.
- زيادة الاهتمام بتوفير أجهزة الكتابة المسطرية وتزويد مدراس المكفوفين بها.
- زيادة الاهتمام بتوفير أجهزة الكمبيوتر المهنية التي تعمل باستخدام اللمس والذبذبات.
- العمل على زيادة أعداد طابعات برايل والأجهزة الصوتية مع إعداد نشرات خاصة بلغة برايل لنشر الفكر الجديد للتطوير بين مدارس المكفوفين.
بالنسبة للإعاقة العقلية: يتطلب إدخال تكنولوجيا التعليم لذوي الإعاقة العقلية ما يلي:
- التوسع في إعداد برامج بالوسائط التربوية المتعددة لتغطية احتياجات هذه الفئة بهدف حفز قدرات التفكير الكامن والمستتر للإبداع والابتكار.
- تطبيق توصيات ومقترحات البحوث والدراسات التي اهتمت بإدخال أو تطبيق مصادر تكنولوجيا التعليم لذوي الإعاقة العقلية.
- ضرورة توفير أجهزة كمبيوتر في الفصول الدراسية، مع إعداد البرامج التعليمية المناسبة لهذه الفئة، ومن أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم حاليًا معهم ATARI-8.. GENIS، PILOT، APPLE، I.B.M، North Star، Xerox، Texas instrument.
- زيادة الاهتمام بالزيارات الميدانية لدورها الكبير في مساعدة ذوي الإعاقة العقلية على التكيف الاجتماعي مع المحيطين بهم.
- الاعتماد بشكل كبير على استخدام الحواس من خلال توفير المجسمات سواء أكانت أشياء حقيقية أم عينات أم نماذج بأنواعها المختلفة، وهذا من شأنه مساعدتهم على تركيز الانتباه.
بالنسبة للإعاقة السمعية: يتطلب إدخال تكنولوجيا التعليم لذوي الإعاقة السمعية ما يلي:
- ضرورة مسرحة المناهج الدراسية للصم وضعاف السمع، ويقصد بها تلك الوسيلة التربوية البصرية التي تتخذ من المسرح شكلًا ومن المقرر الدراسي مضمونا، بحيث تساعد الأصم وضعيف السمع على الفهم بسهولة من خلال إثارة حواسه، وتركز على استخدام المسرحة كوسيلة تعليمية من خلال التطبيق الفعلي لها من قبل الصم أنفسهم، فيتحول التدريس من التلقين والجمود إلى التفاعل والحيوية.
- بالاستعانة بأجهزة اللغة الصناعية أو ما يسمى باللغة المنطوقة أو المكتوبة، وهو نظام لغوي مصمم وفق نظام الكمبيوتر والذي يشبه إلى حد كبير اللغة العادية الطبيعية، ويهدف مشروع اللغة الصناعية إلى مساعدة الأطفال الصم وضعاف السمع على التعبير عن أنفسهم بلغة منطوقة أو مكتوبة، ومن أمثلة أجهزة اللغة الصناعية: كمبيوتر كيروزيل، وكمبيوتر بالوميتر، وكمبيوتر أومنيكم، وكمبيوتر زايجو، وكمبيوتر اراس، وكمبيوتر التعبير اللفظي، وكمبيوتر يونيكم.
- استخدام برامج الوسائط المتعددة التي تركز على الرؤية.
- الاعتماد على المستحدثات التكنولوجية السمعية المتنوعة.
- التوسع في إنتاج شرائط فيديو باستخدام لغة الإشارات.
- المساعدة على قراءة الصور والتعامل معها.
بالنسبة للإعاقة الحركية: يتطلب إدخال تكنولوجيا التعليم لذوي الإعاقة الحركية ما يلي:
- زيادة الاهتمام بحصر الإعاقة الحركية لاتخاذ ما يلزم نحو اكتشافهم وتعليمهم ورعايتهم.
- تطويع أجهزة الكمبيوتر لتتناسب مع احتياجات هذه الفئة، فكثير من الطلبة لا يستطيعون مسك القلم في الكتابة كحالات الشلل النصفي أو الشلل الدماغي، فيمكن لأجهزة الكمبيوتر المساعدة في ذلك.
- توفير بعض الأدوات والأجهزة والمعينات، مثل: حامل الكتاب والأوراق وأحزمة لربط بعض الطلبة في الكرسي نظرًا لعدم توازنهم أثناء الجلوس.
- توفير بعض التقنيات التي تساعد في تنمية الحركات الدقيقة كالألعاب التعليمية الدقيقة.
معوقات استخدام تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة
هناك بعض المعوقات التي تحول دون الاستخدام الأمثل للوسائل التكنولوجية المعينة لذوي الاحتياجات الخاصة، لعل أبرزها سرعة تطوير البرامج ما يجعل فئة المعوقين بعيدة لوقت طويل من اللحاق للاستفادة من آخر هذه التطورات. كما أن ارتفاع تكاليف تجهيز الأجهزة والأدوات التكنولوجية المكيفة لمتطلبات نوع الإعاقة قد تبلغ الكثير بالنسبة للبرامج الخاصة ونفقات تكوين الجهاز. وتلك النفقات لا تقوى على تحملها بعض فئات ذوي الاحتياجات الخاصة حتى داخل المجتمعات المتقدمة، ويمكن تقسيم معوقات استخدام تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة إلى ما يلي:
أولًا: المعوقات التي تحول دون الاستخدام الأمثل للوسائل التعليمية التي تتعلق بمعلم ذوي الاحتياجات الخاصة:
- عدم توفر دورات تدريبية أثناء الخدمة في مجال استخدام الوسائل في التعليم.
- عدم التأهيل بشكل كاف لاستخدام الوسيلة التعليمية خلال سنوات الدراسة وفترة الإعداد.
- اعتقاد معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة أن استخدام الوسائل التعليمية يحتاج إلى مجهود أكبر من التدريب بالطريقة العادية، ويعد ضعف إعداد المعلمين في المرحلة الجامعية على استخدام الوسائل التعليمية له علاقة وثيقة بهذا الجانب.
- ضعف إلمام معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة بقواعد استخدام الوسائل التعليمية، وبالتالي يقلل من استخدام المعلمين لها، وهي نتيجة طبيعية لضعف الإعداد، وعدم توفر الدورات أثناء الخدمة.
- اعتقاد معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة عدم جدوى الوسائل التعليمية في تعليمهم.
- اعتقاد معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة أن استخدام الوسيلة التعليمية يحول دون الإسراع في إنهاء المنهج الدراسي في وقته المحدد.
ثانيًا: المعوقات التي تحول دون الاستخدام الأمثل للوسائل التعليمية التي تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة:
- سوء استخدام التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة للأجهزة عند استخدامهم لها وحدهم.
- وجود مشكلات حسية أو بدنية لدى التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تحد من قدرتهم على استخدام الوسيلة التعليمية.
- عدم رغبة التلاميذ في استخدام الوسائل التعليمية، ومن ثم يجب البحث عن الأسباب المؤدية إلى عزوف التلاميذ عن استخدام الوسائل التعليمية.
- ينسى التلاميذ بسرعة ما تعلموه بواسطة الأجهزة التكنولوجية.
- يواجه التلاميذ صعوبة في كيفية استخدام الوسائل التعليمية بسبب قصورهم الإدراكي سواء أكان هذا الإدراك عقليًا كان أم حسيًا.
ثالثًا: المعوقات التي تحول دون الاستخدام الأمثل للوسائل التعليمية التي تتعلق بالإدارة المدرسية لذوي الاحتياجات الخاصة:
- عدم وجود فني لتشغيل وصيانة الأجهزة التعليمية بالمدرسة أو المعهد.
- عدم توافر أجهزة وأدوات وسيلة تعليمية كافية في المعهد/ البرنامج.
- خلو الكتب الدراسية من التوجيهات التي تؤكد ضرورة استخدام الوسائل التعليمية.
- صعوبة نقل بعض الأجهزة التكنولوجية إلى الفصول الدراسية.
- بعد الفصول الدراسية عن مركز التعلم بالمدرسة أو المعهد.
- عدم توفر برمجيات الكمبيوتر التعليمية الملائمة لمستوى التلاميذ بفئاتهم المختلفة.
- عدم تهيئة الفصول الدراسية فنيًا لاستخدام الوسائل التعليمية، سواء أكان ذلك من حيث المساحة أم التوصيلات الكهربائية.
- عدم وجود كتيب إرشادي بالمعهد/ المدرسة يوضح ما هو متوفر من الأجهزة والوسائل التعليمية وكيفية استخدامها.
- عدم جودة كثير من الأجهزة التعليمية، أو أنها غير صالحة للاستعمال.
- عدم وجود مركز لمصادر التعلم بالمدرسة/ المعهد.
- انعدام التنسيق بين المدرسين لاستخدام الأجهزة التكنولوجية المتوفرة، مما يؤدي إلى الفوضى والارتجالية.
- عدم تأكيد إدارة المدرسة/ المعهد على معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة بضرورة استخدام التكنولوجيا في التدريس.
- ضيق وقت الحصة وأنه غير كاف لاستخدام الوسيلة التعليمية.
توصيات ومقترحات
في ضوء ما سبق، وما تم استعراضه من معوقات تحول دون الاستخدام الأمثل للوسائل التعليمية، سواء أكانت تلك المعوقات تتعلق بمعلمي ذوي الاحتياجات الخاصة أم تتعلق بالتلاميذ أنفسهم أم الإدارة المدرسية، فإنه يمكن اقتراح عدد من التوصيات والمقترحات التي نأمل أن تتغلب على تلك المعوقات، وهي كما يلي:
- العمل على توفير الوسائل التعليمية الخاصة في جميع معاهد وبرامج ذوي الاحتياجات الخاصة، مع التركيز والحرص على توفير الوسائل الحديثة التي تراعي سهولة الاستخدام وفعالية الأداء.
- ضرورة تدريب معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام الوسائل التعليمية.
- ضرورة وجود أخصائي تكنولوجيا تعليم لذوي الاحتياجات الخاصة في كل معهد.
- ضرورة تفعيل دور غرف المصادر، وإنشاء مركز مصادر تعلم في كل معهد وبرنامج تزود معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة بكل ما هو مستحدث في مجال الوسائل التعليمية، ويمكن أن تقوم هذه المراكز ببرامج تدريبية وورش عمل للمعلمين.
- ولعل كل هذه التوصيات والمقترحات تتطلب ميزانية ونفقات كبيرة؛ لذلك أنشأت بعض المجتمعات الدولية نظام التأمين ضد الإعاقة «Invalidate» الذي يتحمل تلك النفقات. وهو ما يسمح بإدماج كثيرين منهم في أماكن العمل، وفي فصول الدراسة العادية في الجامعات والمعاهد. وعلى هذا فإن صعوبة وارتفاع تكاليف الاستفادة من مزايا تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات للمعوقين في البلدان النامية يبقى أحد أهم الأسئلة المطروحة للعالم في ظل مجتمع المعلومات وذلك للحد من تلك الهوة الرقمية.

إقرأ كي تحيا


بالإصرار يقترب المحال


فيلم مجحفون يوم الإعاقة العالمي


روبوت ذكي يساعد الأطفال الأمريكان المصابين بـ التوحد!


Helen Keller





أعجوبة المعاقين في كل العصور
من هي....؟!
|. ولدت هيلين كيلر في مدينة توسكومبيا في ولاية ألابامابالولايات المتحدة الأمريكية عام 1880 م .
|. وهي ابنة الكابتن ارثر كلير وكايت ادامز كيلير وتعود اصول العائلة إلى ألمانيا.



ماهي قصتها...؟!

.هيلين ليست عمياء وصماء منذ الصغر لكن بعدما بلغة 19 شهرًا أُصابها مرض حدده الاطباء أنه التهاب السحايا والحمى القرمزية أفقدها السمع والبصر جميعاً
في الوقت نفسه كانت تتواصل مع الاخرين بـ مارتا واشنطن ابنة طباخة العائلة التي بدأت معها لغة الإشارة عند سن السابعة أصبح لديها 60 إشارة تتواصل بها مع عائلتها.
..
في سنة 1886 أعجب والدت هيلين بقصة لورا بردجمام الذي كانت أيضا مثل هيلين عمياء وصماء واستطاعت الحصول على شهادة في اللغة الإنجليزية .
فذهبت إلى مدينة بالتمور لتقابل طبيب مختص وأخذ منه نصيحة، فأرسلها إلى ألكسندر غراهام بل الذي كان عمله مع الاطفال الصم فنصح والديها بالتوجه إلى معهد بركينس للمكفوفين حيث تعلمت لورا بردجهام .
وهناك تم اختيار المعلمة آن سوليفان التي كانت في العشرين من عمرها لتكون معلمة هيلين ورفيقتها الدائمة وتبدأ معها علاقة استمرت 49 سنة.
..
حصلت آن سوليفان على إذن وتفويض من العائلة لتنقل هيلين الي بيت صغير في حديقة المنزل لتعزل معها بعيدا عن العائلة
لتعلّم الفتاة المدللة بطريقة جديدة فبدأت التواصل معها عن طريق تعلم الحروف ومعرفتها من خلال الكف وتعليمها الاحساس بالاشياء عن طريق الكف.
فكان سكب الماء على يدها يدل عن الماء وهكذا بدأت التعلم ومعرفة الاشياء الأخرى الموجودة حولها ومن بينها لعبتها الثمينة.
في سنة 1890م عرفت هيلين بقصة الفتاة النرويجية راغنهيلد كاتا التي كانت هي أيضا صماء وبكماء لكنها تعلمت رغم كل الظروف تعلمت الكلام.
فكانت القصة مصدر الهام لها فطلبت من معلمتها تعليمها الكلام وبدئت آن بذلك مستعينة بمنهج تادوما عن طريق لمس شفاه الاخرين وحناجرهم عند الحديث وطباعة الحرف على كفها.
بعدها تعلمت هيلين الطريقة المشهورة برايل للقراءة فاستطاعت القراءة من خلالها اللغة الإنجليزية وكذلك أيضا بالالمانية واللاتينية والفرنسية واليونانية.
بعد عام تعلمت هيلين تسعمائة كلمة، و كذلك استطاعت دراسة الـ جغرافيا من خلال خرائط صنعتها معلمتها على أرض الحديقة وكذلك درست علم النبات

في العاشرة تعلمت هيلين قراءة الأبجدية الخاصة بالمكفوفين وأصبح تستطيع الاتصال بالآخرين عن طريقها.
أخذت سوليفان تلميذتها إلى معلمة قديرة آخرى تدعى سارة فولر تعمل رئيسة لمعهد هوارس مان لـ الصم في بوسطن ,
بدأت المعلمة الجديدة مهمة تعليم الكلام، بوضع يديها على فمها أثناء حديثها للمعرفة بدقة كيفية تأليف الكلمات باللسانوالشفتين
وانقضت فترة طويلة بأن لاأحد يفهم الأصوات التي كانت تخرجها هيلين
لم يكن الصوت مفهوماً للجميع في البداية
فـ قتلت هيلين صراعها من أجل تحسين النطق واللفظ، وأخذت تتعب نفسها بتكرار الكلمات والجمل طوال الوقت ومستخدمة أصابعها لالتقاط اهتزازات حنجرة المدرسة وحركة لسانها وشفتيها وتعابير وجهها أثناء الحديث.
تحسن لفظها وازداد وضوحاً عاماً بعد عام وهو أعظم إنجاز الفردي في تاريخ تريبة وتأهيل المعوقين.
العجيب أن هيلين أتقنت الكتابة وكان خطها جميلاً مرتباً.
ثم التحقت هيلين بمعهد كامبردج للفتيات، وكانت الآنسة سوليفان ترافقها دائما وتنقل لها المحاضرات التي كانت تلقى وأستطاعت أن تتخرج من الجامعة عام 1904م حاصلة على بكالوريوسعلوم في سن الرابعة والعشرين.
انتشرت شهرة هيلين كيلر وكان كثير مايطلب منها إلقاء المحاضرات وكتابة المقالات في الصحف والمجلات.
بعد تخرجها من الجامعة عزمت هيلين على التركيز للعمل من أجل المكفوفين، وشاركت في التعليم وكتابة الكتب وحاولة مساعدة هؤلاء المعاقين قدر الإمكان.
كانت تعمل في أوقات فراغها الخياطة والتطريز وتقرأ كثيراً، وأستطاعت أن تتعلمالسباحة والغوص وقيادة العربة ذات الحصانين.
ثم دخلت في كلية (راد كليف) لدراسة العلوم العليا فدرست نحو وآداب اللغة الإنجليزية، كما درست اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية
ثم قفزت قفزة هائلة بحصولها على شهادة الدكتوراة في العلوم والدكتوراة في الفلسفة





، انها حقا معجزة بشرية.


|. عباراتها الشهيرة .|
"عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر ، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا".
When one door of happiness closes, another opens; but often we look so long at the closed door that we do not see the one which has been opened for us."




نشاطها
في القرن الثلاثين قامت هيلين باكثر من جولة حول العالم
قامت برحلة دعائية لصالح المعوقين لتحدث عنهم بلسانها اللي ذاق طعم الاعاقه وجمع الاموال لـ مساعدتهم ,
حرصت على قيام كلية خاصة لتعليم المعوقين وتأهيلهم بعدها حصلت على الدرجات الفخرية والأوسمة من مختلف العالم بسبب هذه الجولات


بعثرة حروفها
كتاب - أضواء في ظلامي-
وكتاب - قصة حياتي-
في 23 فصلا و132صفحة في 1902م




وداعاً...{ هيلين كيلر
كانت وفاتها عام 1968م وكان عمرها ثمانية وثمانين سنة

الكرسي المتحرك لم يحبسني بل أطير به

بشرط إخلاص النية لله‏,‏ تخطت عراقيل كثيرة وضعت في طريقها‏,‏ ولكنها لم تستسلم‏,‏ وقبلت التحدي حتى تفوقت
 
في العلم والرياضة معا‏.‏
بدأت الدكتورة جهاد إبراهيم حنفي حوارها مع صفحة صناع التحدي قائلة‏:‏ إن شلل الأطفال الذي ولدت به غير مجري حياتي إلى الأفضل وكان أقوي دافع لي للتفوق في كل المراحل الدراسية‏,‏ بمساعدة أسرتي بأكملها وخاصة أمي التي علمتني أنه اختبار من الله سبحانه وتعالي‏,‏ وأنها إرادة الله التي لا نستطيع الاعتراض عليها‏,‏ فنشأت وأنا علي يقين من حب الله لي‏,‏ وكانت والدتي تعاملني كأي طفلة عادية مع تكثيف جرعات الحب والدفء الأسري لتعوضني عن إعاقتي‏,‏ وكنت أقوم منذ صغري بقضاء الواجبات المنزلية مع أخواتي الثمانية وبإعداد الطعام وأنا جالسة على الكرسي المتحرك الذي لم أشعر يوما واحدا أنني حبيسة هذا الكرسي‏,‏ بل كنت أشعر أنني طائرة به‏.‏
وتتذكر جهاد‏:‏ لحظة دخولي المدرسة أول مرة وعدم قدرتي علي الوقوف عندما دخل المدرس الفصل‏,‏ وسألني باستخفاف وسخرية‏,‏ هل مازلتِ نائمة حتى الآن؟‏,‏ فهمس له أحد الزملاء بأنني معاقة‏,‏ كم كانت تقتلني هذه الكلمة‏,‏ وفي نفس الوقت كانت حافزا قوي لي للتحدي وإثبات أنني لست معاقة‏,‏ وأنني لا أقل عن بقية زملائي في الفصل‏,‏ فتفوقت منذ السنة الأولي في الدراسة وكنت دائما الأولي علي المدرسة‏,‏ ودخلت الثانوية شعبة علمي علوم‏,‏ وكنت أحلم أن أصبح طبيبة عظام وأعالج أي طفل مصاب بشلل الأطفال‏,‏ وحصلت علي‏92%‏ وكانت كلية الطب تقبل أعلي من ذلك‏,‏ فكانت هذه هي الصدمة الأولي في حياتي وشعرت وقتها أن حلمي مات وأنني طوال هذه السنوات من التحدي والكفاح لم أستطع تحقيق ما أتمناه‏.‏
وتضيف‏:‏ أن والدي أقنعني بدخول كلية التربية‏,‏ وعندما ذهبت لتقديم أوراقي‏,‏ تم رفضها وقالت المسئولة أنني غير لائقة طبيا‏,‏ فكانت هذه هي الصدمة الثانية لي‏,‏ ولم أجد أمامي إلا كلية الآداب بنات‏,‏ ودخلت قسم علم اجتماع بالرغم من أنه بعيد كل البعد عن دراستي العلمية‏,‏ ولحظة دخولي الكلية قابلتني عقبة أخري‏,‏ وهي عدم وجود أسانسير لحضور المحاضرات التي كانت في أدوار عليا بالكلية‏,‏ فكنت أجلس في الحديقة يوميا أنتظر انتهاء اليوم الدراسي لأخذ المحاضرات من زميلاتي اللاتي أحطنني بكل الحب والاهتمام‏,‏ والحمد لله كنت محبوبة منهن جميعا‏,‏ وظللت هكذا إلي أن رأتني مديرة الجداول‏,‏ فقامت بنقل كل المحاضرات في الدور السفلي مراعاة لظروفي‏,‏ ومن يومها أحببت علم الاجتماع وواظبت علي حضور جميع المحاضرات‏,‏ وجاءت امتحانات الفصل الدراسي الأول واجتزتها‏,‏ وكنت الأولي علي الدفعة‏,‏ وحافظت علي تقديري في بقية سنوات الدراسة‏,‏ وكان الميلاد الحقيقي لي عند حصولي علي الليسانس وتعييني معيدة في الكلية‏,‏ ثم حصولي علي الماجستير بتقدير امتياز في الخدمات الصحية التي تقدم للفقراء في ظل الخصخصة‏,‏ فأصبحت مدرسا مساعدا بالكلية‏,‏ وأدرس حاليا للحصول على الدكتوراه في آليات الدعم المقدمة للفقراء من قبل الدولة‏.‏
وتستكمل جهاد‏:‏ أن تفوقي الدراسي لم يمنعني من ممارسة الرياضة‏,‏ فذهبت إلي مركز علاج طبيعي فشاهدتني هناك خبيرة ألمانية‏,‏ وقالت لي إنك تستطيعين ممارسة السباحة‏,‏ وبالفعل تعلمت السباحة‏,‏ وأصبح ما حرمت منه في الواقع أحققه في الماء‏,‏ كما أصبحت أجري وأتحرك‏,‏ وتفوقت في السباحة وحصلت على بطولات متعددة وميداليات كثيرة وعلى كأس مصر أيضا‏.‏
وفي نهاية حديثها تقول جهاد‏:‏ إننا كذوي إعاقة نعاني بالفعل من عراقيل كثيرة‏,‏ منها تهميش المجتمع لنا‏,‏ ولكن بالرغم من ذلك لن نستسلم‏,‏ وهذا يرجع إلي نظرتنا لأنفسنا وليس نظرة المجتمع لنا‏,‏ أملي أن يكف الإعلام عن إظهار ذوي الإعاقة في الأفلام والمسلسلات وهم يبيعون المناديل الورق‏,‏ في إشارات المرور‏,‏ فلا يصح التقليل من شأننا وإمكاناتنا‏,‏ فالمعاق ليس معاق الجسد وإنما معاق الفكر‏.‏
المصدر: صناع التحدي -الأهرام ملحق الجمعة

تكنولوجيا المعاقين بصريا




                                                      تكنولوجيا المعاقين بصريا


تعريف تكنولوجيا التعليم :

تكنولوجي :- كلمة يونانية وتعني علم تطبيق المعرفة على الأغراض العلمية بطريقة منظمة .
وتعرف اليونسكو تكنولوجيا التعليم بأنها ( منحى نظامي لتصميم العملية التعليمية وتنفيذها وتقويمها ككل ، تبعا لأهداف محددة نابعة من نتائج الأبحاث في مجال التعليم ، والاتصال البشري ، ومستخدمة الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيدا من الفعالية أو الوصول آلي تعلم أفضل وأكثر فعالية ) .
ومما سبق فإن تكنولوجيا التعليم تعني أكثر من مجرد استخدام الأجهزة والآلات ، فهي طريقة في التفكير ، فضلا على أنها منهج علمي في العمل ،ـ وأسلوب في حل المشكلات يعتمد في ذلك على اتباع مخطط منهجي ، وأسلوب منظم يتكون من عناصر كثيرة متداخلة ومتفاعلة بقصد تحقيق أهداف محددة .
إن استخدام الطريقة الحديثة في التدريس بناء على أسس مدروسة وأبحاث ثبت صحتها بالتجارب هي أيضاً تكنولوجيا تعليم ، وهي بذلك المعنى الشمولي تضم الطرق والأدوات والمواد والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي معين بغرض تحقيق أهداف تعليمية محددة .

أهمية تكنولوجيا التعليم :-

تنبع أهمية تكنولوجيا التعليم من الدور الهام الذي تلعبه الوسائل والتقنيات والتطبيقات التكنولوجية في التعلم وتبدو أهمية تكنولوجيا التعليم فيما يلي :-
أولاً :- أهميتها في العملية التعليمية التعلمية :-
حيث تلعب تكنولوجيا التعليم دورا هاما يبدو ماثلاً في :-
1- الإدراك الحسي : حيث تقوم الرسوم التوضيحية والأشكال بدور مهم في توضيح اللغة المكتوبة للتلميذ .
2- الفهم : حيث تساعد وسائل تكنولوجيا التعليم التلميذ على تمييز الأشياء .
3- المهارات : لوسائل تكنولوجيا التعليم أهمية في تعليم التلاميذ مهارات معينة كالنطق الصحيح للألفاظ اللغوية .
4- التفكير : تقوم وسائل تكنولوجيا التعليم بدور كبير في تدريب التلميذ على التفكير المنظم وحل المشكلات التي يواجهها .
بالإضافة لما سبق فإن تكنولوجيا التعليم تلعب دوراً هاما في تنويع الخبرات ، نمو الثروة اللغوية ، بناء المفاهيم السليمة ، تنويع أساليب التقويم لمواجهة الفروق الفردية بين التلاميذ ، يساعد على بقاء أثر التعلم لدى التلاميذ لفترات طويلة ، تنمية ميول التلاميذ للتعلم وتقوية اتجاهاتهم الإيجابية .


 ثانياً :- أهميتها في مواجهة المشكلات التربوية المعاصرة :
حيث تلعب تكنولوجيا التعليم دورا هاما يبدو ماثلاً في مواجهة المشكلات التالية :-
1-الانفجار المعرفي والنمو المتضاعف للمعلومات والذي يمكن مواجهته عن طريق استحداث تعريفات وتصنيفات جديدة للمعرفة ، الاستعانة بالتلفزيون والفيديو والدوائر التفلزيونية ، إجراء البحث العلمي .
2- الانفجار السكاني وما يترتب عليه من زيادة في أعداد التلاميذ والتي يمكن مواجهه عن طريق الاستعانة بالوسائل الحديثة كالدوائر التلفزيونية المغلقة ، تغيير دور المعلم في التعليم ، تحقيق التفاعل داخل المواقف التعليمية من خلال أجهزة تكنولوجيا التعليم .
3- الارتفاع بنوعية المعلم ، حيث ينبغي النظر إلى المعلم في العملية التعليمية ككونه مرشدا وموجها للتلاميذ وليس مجرد ملقن للمعرفة ، حيث أنه المصمم للمنظومة التدريسية داخل الفصل الدراسي .


ثالثاً :- أهميتها في معالجة مشكلات التعلم :
حيث تلعب تكنولوجيا التعليم دورا هاما يبدو ماثلاً في مواجهة المشكلات التالية :-
1- انخفاض الكفاءة في العملية التربوية نتيجة لازدحام الفصول بالتلاميذ والأخذ بنظام الفترات الدراسية ، ويمكن معالجة ذلك من خلال استخدام الوسائل المبرمجة لإثارة دوافع وميول التلاميذ .
2- مشكلة الأمية ، ولحل هذه المشكلة العمل على إنشاء الفصول المسائية وتزويدها بوسائل تكنولوجيا التعليم على أوسع نطاق كالاستعانة بالأقمار الصناعية .
3- نقص أعضاء هيئة التدريس ، ويتم علا هذه المشكلة عن طريق التلفزيون التعليمي أو استخدام الدوائر التلفزيونية .

التكنولوجيا في مجال الإعاقة :-


إن استخدام التكنولوجيا في مجالات الحياة المختلفة يؤدي إلى تسهيل المهمات الحياتية اليومية للإنسان ومن ضمن ذلك فإن توظيف التكنولوجيا في حياة المعاق يؤدي إلى تسهيل أمور المعوقين وتلبية الكثير من احتياجاتهم بأقل جهد وأقل عناء ، وفي كثير من الأحيان بأقل تكلفة .
وقد أدت التكنولوجيا إلى تقديم وتوفير الكثير من المهمات للمعوقين ، وفي هذا المجال فانه يمكن تلخيص أهم الآثار الإيجابية للتكنولوجيا مع المعوقين في حياتهم اليومية بالنقاط التالية : -
1- تطوير مهارات تساعدهم في الاعتماد على أنفسهم في مواجهة حياتهم العملية .
2- تحسن قدرتهم على الاتصال .
3- الارتقاء بقدرتهم على الحركة والانتقال .
4- زيادة فرص العمل المتاحة لهم بفضل تدريبهم ومساعدتهم في التكيف مع وظائفهم .
5- تطوير مهاراتهم للحفاظ على سلامة صحتهم العقلية ، وتحسن التدابير الطبية المتعلقة بالسيطرة على الأمراض .
كما ويعتمد التشخيص والمداواة والعلاج الطبيعي والوظيفي أكثر على التقدم التكنولوجي الذي تم إنجازه في المجالات التكنولوجية . كما ويتم العمل على تطوير تطبيقات جديدة في مجالات التعليم والتدريب وخدمات التأهيل والعمالة ، وتساعد الابتكارات الخاصة بالحاسبات والأجهزة الإلكترونية على تحسين القدرة على إجراء الاتصالات ، مما يساعدهم في تحقيق الاعتماد على النفس للمعوقين وفي تيسير دمجهم في مجريات الحياة اليومية في المجتمع المحيط بهم ، بغض النظر عن طبيعة الإعاقة ودرجتها .
كما وتتمتع الحواسيب والتطبيقات الإلكترونية بميزات خاصة في مجال التأهيل المهني وتهيئة المعاق للعمل ، كما وتسهل دمجه في المجال الإنتاجي ، أما بالنسبة لفرص العمالة لان لها أهمية خاصة بالنسبة للمعوقين إذ أنها تمكنهم من تحقيق حياة مستقلة ومنتجة ، وبالتالي الحفاظ على كرامتهم الإنسانية ، وبفضل التطورات المتقدمة التي أحرزتها التكنولوجيا الجديدة وخاصة في مجال الحاسب ، تبدو التوقعات الخاصة بإيجاد فرص عمل للمعاقين مشجعة جداً .
ولعل أهم ما تسعى إليه أهداف التكنولوجيا لفئات الإعاقة المختلفة هو الوصول بهم إلى أقصى درجة من التكيف مع البيئة الاجتماعية والاستقلالية والذاتية لتكفل لهم حياة جيدة أقرب ما تكون إلى الطبيعية .


تكنولوجيا التعليم والإعاقة البصرية :-

إن من المتعارف عليه أن برايل هي الوسيلة الأساسية التي يستخدمها الأفراد المعاقين بصرياً في المجالات التربوية، ولكنه ليست الوسيلة الوحيدة إذ أن البدائل المتاحة للأفراد المعوقين بصرياً متعددة ومتغيرة وخاصة ما ارتبط منها بالتكنولوجيا الحديثة ، والتي أخذت على عاتقها العمل على خدمة المعاقين بصرياً .
إن الاهتمام الحالي موجه نحو تنمية القدرات البصرية _ إن أمكن ذلك _ والعمل على توظيفه بالقدر المستطاع في الظروف التعليمية بشكل خاص وفي الظروف العامة بشكل عام .
وانطلاقا من ذلك الهدف فإننا نرى تزايد البحوث التكنولوجية وخاصة في مجال تكنولوجيا التعليم والتي تعمل على مساعدة الأفراد المعاقين بصرياً على التعويض عن فقدانهم لحاسة البصر ، أو العمل على توظيف ما تبقى لديهم من بقايا بصرية .


ولعل هذا التوجه الحديث يبدو الآن موجها نحو تعديل أو تكييف أو تطوير واختراع المعينات البصرية المساندة للأفراد المعاقين بصرياً وخاصة في المجال التربوي كأفضل البدائل التربوية المتاحة
وتبدو أهمية تكنولوجيا التعليم مع الأفراد ذوي التحديات البصرية في النقاط التالية :-
1- استخدام الأجهزة الخاصة بتحويل المادة المكتوبة إلى ذبذبات خاصة يمكن للمعاق بصريا أن يميزها وبالتالي يتمكن من قراءة النص المكتوب ، ولكن هذه الأجهزة مازال استخدامها على نطاق ضيق بسبب كلفتها العالية .
2- استخدام الحاسوب وربطه مع أجهزة برايل المطورة .
3- استخدام أجهزة الاوبتكون لتساعد المعاقين بصرياً على قراءة النصوص المكتوبة .
4- استخدام أجهزة خاصة بالمعاقين بصرياً تساعدهم على الحركة والتنقل في الاتجاه الصحيح والعمل على إرشادهم في حال وجود العقبات أمامهم .
5- الأجهزة الخاصة بتكبير النصوص المكتوبة وذلك عن طريق توظيف الأجهزة التكنولوجية الحديثة والتي تعمل على مساعدة ضعاف البصر على القراءة .

عرض لأهم التطبيقات التكنولوجية لفئة الأفراد ذوي التحديات البصرية :-

أولاً: الحاسوب :-
يقدم الحاسوب عددا من الخدمات للأفراد المعاقين بصرياً ، وخاصة في مجال التربية والتعليم والمتمثلة في قراءة الرسائل والتقارير المدرسية والمتطلبات المدرسية … بطرقة لفظية مسموعة وذلك من خلال تحويل تلك المواد المطبوعة إلى مواد منطوقة مسموعة ، كما يقدم الحاسوب عدا من الخدمات للمعوقين بصرياً في مجال التأهيل المهني والعمل ، إذ يساعد في طباعة المادة المكتوبة ويقيم صحتها .إن توظيف الحاسوب مع المعوقين بصرياً تبدو آثاره واضحة في العمل على حل مشاكل الاتصال اللغوي لدى المعاقين بصرياً أكثر بكثير من الطرق التقليدية في الاتصال اللغوي كطريقة برايل وغيرها .


وفيما لي وصف لأهم الطرق التكنولوجية الحديثة المبنية على نظام الحاسوب والمستخدمة مع فئة الأفراد ذوي التحديات البصرية :-


1- كمبيوتر كيرزويل الناطق :-
أنتجت شركة كيرزويل جهازاً ناطقاً عن طريق الحاسوب ، والذي يحول اللغة المكتوبة إلى لغة منطوقة ويمكن لهذا الجهاز أن ينتج عددا كبيرا من الكلمات والتي يمكن أن تصدر بطريقتين : الأولى هي الطريقة المكتوبة ، والثانية هي الطريقة المنطوقة ، كما يصلح هذا الجهاز لاستعماله من قبل الأشخاص الذين لا يستطيعون استعمال نظام إدخال المعلومات الرمزي ، وذلك باستعمالهم لأدوات التقاط سريعة لنظام إدخال المعلومات في هذا الجهاز .
2- جهاز أمنيكوم Omnicom :
يعتبر هذا الجهاز من أجهزة الاتصال المتعدد الأغراض ، فقد طور هذا الجهاز في مدارس مقاطعة جاكسون بولاية متشجان الأمريكية ويستخدم هذا الجهاز لأربعة أغراض رئيسية هي :
1- الاتصال اللغوي 2- استدعاء المعلومات 3- التعبير الفني 4- قضاء وقت الفراغ
ويتطلب استعمال هذا الجهاز أن يقوم الشخص بإدخال المادة المكتوبة على شاشة التلفزيون وذلك من أجل تحويلها إلى مادة منطوقة باستعمال هذا الجهاز .

3- جهاز نطق الأصوات المسمى TRS-80 :
صمم هذا الجهاز الإلكتروني كأداة ناطقة والذي يمكن توصيله بجهاز كمبيوتر منزلي ، ويطلب من مستعمل هذا الجهاز أن يدخل المعلومات المراد التعبير لفظياً وبطريقة مسموعة في هذا الجهاز ومن ثم يقوم الجهاز بتحويلها إلى لغة مسموعة .


4- جهاز الكمبيوتر المصغر المسمى باسم ( بارد كاربا ) Bard/Carba :
يعمل هذا الجهاز وفق خمسة أنواع من البرامج ، وذلك حسب قدرات مستخدم هذا الجهاز حيث يوصله بجهاز تلفزيون عادي ، حيث يهدف إلى تحويل الذبذبات أو الكلمات المكتوبة إلى لغة منطوقة مسموعة .


ثانياً : الدائرة التلفزيونية المغلقة :
يصور هذا الجهاز ما هو مكتوب أو مطبوع أو مصور على ورقة الكتاب عن طريق كمرة مرفقة مع الجهاز ويعرضه بشكل مكبر على شاشة التلفزيون ، ويقوم الشخص المستخدم له بتعديل العدسة ويكبر الطباعة على النحو المرغوب فيه .


ثالثاً : - جهاز الأوبتكون :
يعمل هذا الجهاز على تحويل المعلومات المطبوعة أو المكتوبة إلى ذبذبات كهربائية ، تؤدي إلى وخزات خفيفة على سبابة إحدى اليدين ، حيث توجه كاميرا صغيرة يمسكها الشخص المستخدم ويحركها فوق المادة المكتوبة بيد بينما توضع اليد الأخرى على طرف الجهاز وتوجه سبابة اليد على المكان المناسب للإحساس بالذبذبات التي تشكل صور للحروف المكتوبة على الورقة .
إن عملية التدريب على استخدام هذا الجهاز ليست سهلة وتتطلب أن يكون الكفيف على علم كاف بكل أشكال الحروف المكتوبة بالطريقة العادية ويستغرق التدريب على هذا الجهاز وقتاً طويلاً أو توصف القراءة عن طريق الأوبتكون بأنها أبطأ من القراءة عن طريق برايل ، كما ويمكن استخدام هذا الجهاز للقيام بالعمليات الحسابية لأنه يسمح بقراءة المعادلات المعقدة التي يصعب القيام بها عن طريق آلة برايل .


رابعاً : فيرسا برايل:
يحول هذا الجهاز الكلام المسجل على شريط آلي نقاط برايل البارزة ، ويوجد على الجهاز صفيحة تبرز من خلالها نقاط برايل عندما يعمل المسجل حيث يقوم الفرد بالقراءة كما هو الحال عند القراءة بطريقة برايل العادية ، وعندما ينتهي الفرد من قراءة سطر الموضوع على الصفيحة بالمس مفتاحا خاصا فيتغير السطر وهكذا ويستخدم هذا الجهاز للقراءات البسيطة.
خامسا: آلة كرز ويل للقراءة:
تعتبر آلة كرز ويل للقراءة من التقنيات الأكثر تعقيدا للمكفوفين . تشبه هذه الآلة التصوير حيث يوضع الكتاب وتعمل الكاميرا على تصوير ما هو مكتوب علي الصفحات ويقوم الكمبيوتر بقراءتها بصوت مسموع ويعمل الكمبيوتر في هذا الجهاز وفق القواعد اللغوية المخزونة في الذاكرة ويتمتع الجهاز بإمكانات كبيرة تتيح فرصة تعلم جيدة للقارئ فإذا أراد القارئ تحديد كلمة في صفحة معينة يستطيع الوصول إليها عن طريق تعلم استخدامات الجهاز ويتطلب استخدام الجهاز تدريبا كافيا على كل الملحقات والمفاتيح ليتمكن الفرد من الاستفادة منها بشكل جيد.

سادسا: الأشرطة والمسجلات:
إن استخدام المواد التعليمية المسجلة على أشرطة من الطرق الشائعة الاستخدام وهي من الطرق الأكثر قبولا لأنها تسرع في وصول الفرد إلى المادة التعليمية الغير متوفرة بطريقة برايل.وتستخدم المسجلات الأخرى للملاحظات الصفية وتسجيل الحصص . ويستطيع الفرد الرجوع إليها عند الضرورة وهناك أجهزة تسجيل خاصة للمكفوفين تعمل على ضغط المادة المسجلة في حيز قليل ولهذه الأجهزة إمكانات تسريع المادة بالقدر الذي يستطيع الكفيف متابعته وهذا يقلل الوقت إذا كانت المادة التي يجب مراجعتها سمعيا كثيرة.

ولم تقتصر التطبيقات التكنولوجية على ما تم عرضه سابقاً ، بل إن العمل ما زال جارياً على إحداث تطبيقات تكنولوجية أخرى جديدة تعمل على تقديم الدعم والمساندة لهذه الفئة من الأفراد المعوقين ، ومن الأمثلة على هذه التطبيقات الحديثة :


1- تطوير تقنية جديدة لمساعدة المكفوفين على استخدام الحاسوب ، حيث تم إنتاج فأرة تهتز ملحق بها نظام صوتي للرسوم البيانية التي كانت قبل ذلك غير متاحة لفاقدي البصر . والتي من خلالها يمكن لهم استيعاب المعلومات عند تقديم نظرة عامة للبيانات أو للأحداث ، حيث أن الفأرة تهتز في كل مرة تقابل فيها خطاً على الشكل البياني مما يعطي الكفيف دليلاً على اتجاه الخط المرسوم ، حيث تم تعزيز اهتزاز الفأرة بأشكال بيانية صوتية يمكن دمجها مع الفأرة .كما ويتم التعبير عن خطوط البيانات عن طريق نغمات مختلفة تختلف في التردد وفقاً لاتجاه الخط صعوداً وهبوطاً ن كما ويمكن استخدام العديد من مثل هذه النغمات للتعبير عن خطوط مختلفة في الرسم البياني عندما يدخل المستخدم النظام الصوتي .


2- تم في الولايات المتحدة الأمريكية العمل على تطوير تليسكوب مصغر يمكن زرعه في عيون الأشخاص ضعيفي البصر بشكل حاد ليكبر الصور الضوئية التي تقع بالقرب من بقعة الشبكية ، وقد تم تطوير هذا التليسكوب على يد العالم ( هنرى هدسون )والذي يعمل في شركة ( فيجن كير ) ، ومن الجدير بالذكر أن هذا التليسكوب ملائم تماماً للأشخاص الذين أصبحوا مكفوفين بسبب تنكس بقعة الشبكية . ويقوم التليسكوب الذي يزرع محل عدسة العين بتكبير الضوء الساقط بالقرب من بقعة الشبكية ومنح المرضى فرصة أكبر لرؤية الأجسام .وحتى يحقق هذا التليسكوب الهدف منه فلا بد تعرض الشخص الذي يستخدمه لفترة طويلة من التدريب ، إذ ينبغي أن يتعلم الدماغ التوفيق بين الصور المكبرة التي يرسلها التليسكوب إليه من عين واحدة ، هي العين التي زرع فيها الجهاز .


3- يقوم عدد من العلماء في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل على تطوير رقائق إلكترونية تساعد على استعادة القدرة على الإبصار لدى المكفوفين ، حيث تعمل هذه الرقائق عمل القرنية وتدخل إلى العين بواسطة عملية جراحية ، حيث تعمل هذه الرقائق على تحريض الخلايا السليمة القريبة من القرنية والذي بالتالي يعمل على تحريض الخلايا الدماغية مما يساعد الأشخاص الذين يفقدون بصرهم على أن يستعيدوا القدرة على الإبصار .ويجب أن تتصف هذه الرقائق بالقوة بحيث تتحمل الجراحة ، كما ويجب أن تكون قادرة على التلاؤم مع الطبيعة الفسيولوجية للعين ، ويتم إلصاق هذه الرقائق بواسطة السيليكون ويمكن لها أن تأخذ شكل القرنية المنحنى دون أن تلحق أي ضرر بالنسيج الذي حولها ومن الجدير بالذكر أنه من المتوقع أن يصبح من الممكن زرع مثل هذه الرقائق في غضون السنوات الثلاث القادمة حيث أن العمل لا زال جارياً في الوقت الراهن على اختبار هذه الرقائق والتأكد من مدى ملاءمتها.


4- تمكنت شركة ( فير تاتش سيستمز ) من الجمع بين منتجات الكمبيوتر المخصصة للمكفوفين وضعاف البصر ، والتي تعمل على تحويل النص إلى كلام وحروف مكتوبة على طريقة ( برايل ) وبين تقنية تعمل كماوس ومحفز لحاسة اللمس في نفس الوقت ، حيث طرحت الشركة ماوساً يعمل كعنين للمكفوفين وضعاف البصر ويساعدهم على رؤية الرسوم الإلكترونية عن طريق حاسة اللمس . ويمكن المنتج الجديد المكفوفين من التعرف على أشكال الرسوم والصور وألعاب الكومبيوتر وقراءة النصوص المكتوبة بالأسلوب العادي أو بطريقة ( برايل ) عن طريق وضع الأصابع على ثلاثة ألواح تستجيب حين تلمس الدالة رسماً بيانياً أو حرفاً على شاشة الكمبيوتر ، ويوجد على كل لوح 32 مفتاحاً تتحرك إلى أعلى وأسفل وفي الوسط ، تمكن المكفوف من الإحساس بتعرج الخطوط وظلال الرسوم أو رموز ( برايل ) .